افتتح المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، "طيب الله ثراه" مطلع عام 1963، مبنى "مكتبة الراس العامة" المطل على خور دبي، ليعلن بذلك عن تدشين عهد جديد من المعرفة في مسيرة المجتمع الإماراتي.

وتُعد "مكتبة الراس العامة" أقدم وأول مكتبة عامة في دبي والإمارات بالمفهوم العلمي، لا سيما وإنه كان من الصعب خلال فترة الستينات إيجاد من يفكر في إنشاء مكتبة عامة لصعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية آنذاك، إلا أن نظرة المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، "رحمه الله"، الثاقبة كانت مختلفة وتعكس الشغف بأهمية توفير المعرفة لكافة أفراد المجتمع المحلي.

لم تتوقف مسيرة المكتبة العامة عند هذا الحد، وإنما واكبت مسيرة تطور دبي، التي سعت إلى توسيع نطاق توفير الثقافة والمعرفة لخدمة كافة سكان الإمارة من المواطنين والمقيمين على أرضها، وبناءً على ذلك برزت مع مرور الوقت العديد من الاقتراحات، من بينها: إنشاء مكتبات الأحياء السكنية، حيث صدرت توجيهات المغفور لهما، الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، "رحمهما الله"، بإنشاء أربع مكتبات عامة في أحياء هور العنز، والراشدية، والصفا، وأم سقيم، وافتتحت جميعها في عام 1989، وتوالى بعد ذلك إنشاء بقية المكتبات.

ومواكبة للتطور الحضاري الذي تشهده دبي، نجحت مكتباتها العامة في تطوير نفسها من النواحي التقنية والتنظيمية وتمت صياغتها وفقاً للمعايير العالمية، كما عملت على تطوير عضويتها عبر توفير العديد من المزايا الخاصة التي يُمكن لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها وكذلك الشركات المسجلة بالدولة الاستفادة منها، وبالإضافة إلى استعارة الكتب، توفر مكتبات دبي العامة أيضاً إمكانية استخدام الإنترنت مجانًا، والحصول على  تشكيلة متنوعة من الخدمات برسوم مخفَّضة، وكذلك الحصول على خصومات من بعض دور النشر عند الشراء والاشتراك في فعاليات وبرامج مكتبات دبي العامة التي تتيح للقراء إمكانية اقتراح مواد معرفية بهدف توفيرها في المكتبة عن طريق الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي.

تضم شبكة مكتبات دبي العامة التابعة لهيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" ثماني مكتبات متطورة للكبار، وهي منتشرة في كافة أرجاء دبي، وتحتوي 7 منها على مكتبات متخصصة بالأطفال، إلى جانب قاعات متعددة الأغراض وغرف دراسية، ما يجعل مكتبات دبي العامة على اختلاف فروعها من الوجهات المفضلة لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في إمارة دبي.

وعلى مدار السنين تمكنت مكتبات دبي العامة من تصميم وتطوير وتقديم خدماتها بشكل مميز، وعملت على تطوير تجربتها لتصبح مرجعاً موثوقاً للمقارنات المعيارية في قطاع المكتبات العامة على المستوى المحلي والخليجي والعربي.